أنجز القطب التونسي قيدوم السياسة والوزير المستشار للرئيس الحبيب بورقيبة، السيد الباجي قائد السبسي معجزة سياسية، تعتبر درسا نموذجيا لشعوب المنطقة الغارقة في الفوضى التي قد تطيح بالدول المتناحرة.
وهكذا لم يحدث أي خلل يوم الانتخابات التي نظمت الأحد الماضي، وفاجأت العالم أجمع باندحار حزب النهضة الإسلامي، الذي كان ممسكا بزمام الأغلبية، ليصبح حزب نداء تونس الذي تأسس منذ سنتين، هو حزب الأغلبية التي ستشكل الحكومة المقبلة. معجزة عبارة عن درس لهذه الدول التي أصبحت تعاني من حروب داخلية وصراعات مسلحة، والتي ستخجل أمام التجربة التونسية، خصوصا أمام إيجابية الزعيم الإسلامي الكبير راشد الغنوشي، الذي اعترف أمام عدسات الإعلام بأن الحزب العلماني نداء تونس هو الذي فاز بالانتخابات.
وأكيد أن التجربة السياسية للسيد الباجي قايد السبسي هي التي جعلت الأغلبية التونسية تدعمه في هذه الانتخابات، تفاديا للفوضى التي تحدثها الأطماع المتوحشة للهيمنة على الحكم بدون تجربة، ولا معرفة.
وللإشارة، فقد كان الملك محمد السادس أول رئيس دولة راهن على السي الباجي عندما استقبله خلال زيارته الأخيرة للمغرب، رغم أنه لم تكن له أية صفة رسمية. كما كان الرئيس الأمريكي أوباما، أول من صرح بدعمه للتجربة التونسية الأخيرة.