الذي تفرج على أخبار القنوات المغربية، عن مؤتمر دعم غزة الذي عقد في القاهرة، الأحد الماضي، يكاد يستنتج أن المغرب لم يكن حاضرا. بينما العكس هو الصحيح، وإن كانت الفرصة قد ضاعت على الدور الكبير للمغرب تجاه غزة، واستعداد كثير من المقاولين المغاربة الذين كان بإمكانهم القيام بدور كبير في إعمار غزة، خصوصا والميزانيات المرصدة، كانت ضخمة، واليد العاملة المغربية المتوفرة أضخم.
ولكن الحادث المؤثر مغربيا، على هذا الحدث التي مرت عليه وسائل الإعلام المغربية مرور الكرام، هو ما لاحظه بتعاطف وفضول من طرف كثير من المشاركين الخليجيين، حينما كانت المندوبة المغربية في المؤتمر الدولي الهام
تمسح عيونها بأصابعها(…) وكأنها كانت في حالة بكاء، بعدما كانت زاهية منشرحة وأقبل عليها وسط المشاركين، الوزير الفرنسي في الخارجية، لوران فابيوس بقامته العالية، وتصورت أنه قصدها من أجل الكلام، فمدت تجاهه يدها، ليقفل ملتفتا إلى جهة أخرى، في حركة مقصودة، إلى أنه لا يريد السلام عليها.
وطبعا بقيت يد الوزيرة المغربية ممدودة في اتجاه المجهول.
وأي إرادة تبقى لمندوبة المغرب للتدخل أو الاقتراح في مجال دعم وبناء غزة. لنفهم غياب المغرب كليا في هذا المجال، رغم أن أغلب النواب العرب الحاضرين كانوا ينتظرون بعض الجرأة من طرف الوزيرة المغربية، لتعطي درسا لهذا الوزير الفرنسي الذي يرفض رد السلام على سيدة، خلافا لأصول اللياقة والأدب الفرنسي.