بعد الحرب الباردة التي اشتعلت بقوة بين عبدالإله بنكيران رئيس الحكومة وقيادات من العدالة والتنمية ومنهم وزراء “كمصطفى الرميد”، وبين وزير الداخلية محمد حصاد، طرحت قيادات مقربة من بنكيران خيار ضرورة عقده لاجتماع عاجل مع الولاة والعمال، بمن فيهم الولاة والعمال بالإدارة المركزية بوزارة الداخلية.
مقربون من بنكيران يدافعون عن هذا اللقاء الذي سيوجه بحسبه رسائل واضحة لحصاد، ولبعض المتحكمين في مطبخ الداخلية، وسيجعلهم يعيدون “لعبتهم” مع الحكومة، بل يطالب هؤلاء بأن يصبح الاجتماع دوريا وأمرا عاديا باعتبار بنكيران هو الرئيس المباشر للولاة والعمال، بحسب مضمون الدستور الجديد.
في مقابل ذلك، لم يتحمس بنكيران للفكرة مخافة اصطدامه مع المحيط الملكي، خاصة أن البعض لايزال يلح على توظيف وبقوة مصطلح “ولاة وعمال صاحب الجلالة”، بدل اعتبارهم موظفون من ضمن موظفي المناصب العليا، ومخافة كذلك أن ينتقم أكبر مهندسي الانتخابات المقبلة من حزب “البيجيدي” بطرقهم الخاصة في محاصرة عدد من مرشحي علامة المصباح.
وكان الوزير الأول السابق الاتحادي عبدالرحمن اليوسفي أول رئيس حكومة يجمع الولاة والعمال بصفته الوزير الأول، في حدث أثار نقاشا حادا في الساحة السياسية، واعتبر انقلابا من اليوسفي على الرجل القوي في الداخلية آنذاك إدريس البصري، وفي ظل الدستور القديم الذي لم يكن يعطي الصلاحيات الواسعة كما هو الحال اليوم.