تسببت جملة “أرض الله واسعة والأرزاق عند الله” التي أجاب بها الحسين الوردي عددا من شركات إنتاج الأدوية في المغرب، خلال اجتماع لهم معه مؤخرا، في تسريح نصف عمال مختبر أمريكي لصناعة الأدوية بالدار البيضاء(..) وكلهم أطر مغربية، ليلة عيد الأضحى.
هذه العبارة التي كان وزير الصحة قد رد بها في اجتماع مع منتجي ومصنعي الأدوية في المغرب (40 منتجا وموزعا للأدوية نصفهم من شركات دولية لها فروع في المغرب) بعد الخسارة التي تكبدوها جراء تخفيض أسعار الأدوية وارتفاع ثمن الكازوال كان قدخصص لبحث الأزمة، ودفعت “العبارة” اليوم هؤلاء المصنعين والموزعين لخطوة تصفية شركاتهم بالمغرب والرحيل نحو الجزائر، التي في حربها مع المغرب ما جعلها تقدم إغراءات مادية وضريبية هامة لهذه الشركات لاستقطابها إلى الجزائر وإفلاس المغرب دوائيا.
قرارات إقالة نسبة 50 بالمائة من المندوبين الصيادلة التابعين لأحد المختبرات، المشرفين ورؤساء مصالح للإنتاج، جاءت من الإدارة المركزية للمختبر بأمريكا، لتنضاف إلى باقي المختبرات التي أغلقت أبوابها وسرحت عمالها ورحلت عن المغرب نهائيا كمختبر “فايزر” لصناعة الأدوية.
هؤلاء، وفي مذكرة مقدمة للحسين الوردي يؤكدون أن الخطورة قادمة وأن الكارثة قادمة لا محالة لهذا القطاع، حيث الإفلاس يقترب من ضرب القطاع ومعه صحة المواطنين، بسبب القرار الذي اتخذته الشركات قبل شهرين بتوقفها عن إنتاج الأدوية التي تقل عن تحقيق نسبة 30 بالمائة من الأرباح، مما سيبرز أزمتها مباشرة بعد نفاذ المخزون، مؤكدين أن المغرب يفتقد لسياسة دوائية وعلاجية عموما، وأنه لن يفلح مهما خفض من أثمان الأدوية، لأن المريض الفقير لن يستطيع شراءه، وأن الحل كما هو معمول به عالميا يكمن في تعميم التغطية الصحية الحقيقية أو دعم الدواء عبر صندوق المقاصة كما تعمل الجزائر. .